الزعيم المدير العام
عدد الرسائل : 1545 العمر : 29 الإقامة : منتديات المفيد المهنة : باحث المزاج : هادىء تاريخ التسجيل : 07/11/2007
| موضوع: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 7/2/2008, 8:44 pm | |
| إذا كانت النفوس قد جُبلت على حبّ من أحسن إليها وأظهر اهتمامه بها ، فإنّ هذه المحبّة
تتعاظم في أحوال الضعف
البشري ، حين يلزم المرء الفراش ، وتصيبه العلل ، وتنهكه الأدواء ، عندها يكون للزيارة أثرٌ
بالغٌ ومدلولٌ عميقٌ على مدى التعاطف والمواساة التي يقدّمها الزائر
لمريضه ، مما يسهم في تقوية الروابط بينهما .
لهذا السبب حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم ، بل جعل ذلك من حقوق
المسلمين المكفولة في الشرع ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
( حق المسلم على المسلم خمس - وذكر منها - عيادة المريض )
رواه البخاري .
وقد عمل النبي – صلى الله عليه وسلم – على ترسيخ هذا المبدأ في نفوس أصحابه
من خلال ذكر الفضائل العظيمة
التي يجنيها المسلم إذا زار أخاه ، فمن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - :
( من أتى أخاه المسلم عائدا ، مشى في خرافة الجنة – أي طرق الجنة - حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة ، فإن كان غدوةً صلّى عليه سبعون ألف
ملك حتى يمسي ، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح )
رواه ابن ماجة ، وقوله :
( من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ، ناداه مناد : أن طبت وطاب ممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً )
رواه الترمذي ،
وقوله: ( ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله ، فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم
رب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عوفي )
رواه الترمذي .
والأخبار في زيارة النبي – صلى الله عليه وسلم - للمرضى كثيرة ، فقد كان عليه الصلاة والسلام يتفقّد أحوال
أصحابه ويسأل عنهم ، ويطمئن على صحّتهم ، ويشملهم بالرعاية ، ومن أولئك
سعد بن أبي وقاص ، و زيد بن
الأرقم ، و جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهم أجمعين .
ولم تكن زياراته - صلى الله عليه وسلم - مقتصرة على أصحابه الذين آمنوا به ، بل امتدت لتشمل غير المؤمنين
طمعاً في هدايتهم ، كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كان يعمل عنده خادماً ، فقد
مرض الغلام مرضاً شديداً ، فظلّ
النبي – صلى الله عليه وسلم – يزوره ويتعاهده ، حتى إذا شارف على الموت عاده وجلس عند رأسه ، ثم دعاه إلى
الإسلام ، فنظر الغلام إلى أبيه متسائلاً ، فقال له : أطع أبا القاسم ، فأسلم
ثم فاضت روحه ، فخرج النبي - صلى الله
عليه وسلم - وهو يقول : ( الحمد لله الذي أنقذه من النار ) رواه البخاري .
وتطلعنا سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – على هديه النبوي في زيارة المرضى ، فكان إذا سمع بمرض أحد بادر
إلى زيارته والوقوف بجانبه ، وتلبية رغباته واحتياجاته ، ثم
الدعاء له بالشفاء وتكفير الذنوب إن كان مسلما ، ودعوته للإسلام إن كان غير ذلك ، ومن
دعائه ما ذكرته عائشــــة
رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- كان يقول إذا أتى مريضا : ( أذهبِ البأس ، رب الناس ، اشفِ وأنت الشافي ، لا شفاء الا شفاؤك ، شفاء
لا يغادر سقما ) متفق عليه .
وإذا احتاج المريض إلى رقية بادر عليه الصلاة والسلام إليها ، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يقول للمريض :
( بسم الله ، تربة أرضنا ، بريقة بعضنا ، يشفى سقيمنا بإذن ربنا ) متفق عليه ، وربما
صبّ على بعضهم من ماء وضوئه المبارك فيشفى بإذن الله ، كما فعل مع جابر بن عبد الله رضي الله عنـــه .
ومن السنن القولية التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخفّف
بها عن المرضى ، تذكيرهم بالأجر الذي يلقاه
العبد المبتلى ، للتخفيف من معاناتهم ، وتربّيتهم على الصبر واحتساب الأجر ، ومن جملة هذه السنن قوله – صلى
الله عليه وسلم – :
( ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة ) رواه ابن ماجة ،
وقوله :
( ما من عبد يبتليه الله عز وجل ببلاء في جسده ، إلا قال الله عز وجل للملك : " اكتب له صالح عمله الذي
كان يعمله " ، فإن شفاه الله غسله وطهّره ، وإن قبضه غفر له ورحمه )
رواه أحمد ، وعندما قام النبي – صلى الله
عليه وسلم – بزيارة أم السائب رضي الله عنها فسمعها تسبّ الحمى التي أصابتها ، فقال لها :
( لا تسّبي الحمى ؛ فإنها تُذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد )
رواه مسلم .
ولم يكن عليه الصلاة والسلام يغفل جانب التذكير والنصح بما يناسب المقام ، فمرّةً يذكّر بحق الأقرباء في الإرث
وينهى عن الوصية بما يزيد عن الثلث – كما فعل مع سعد بن أبي وقاص - ، ومرة
يشير إلى أهمية اجتماع الخوف
والرجاء في مرض الموت كما حصل عند احتضار أحد الصحابة ، وثالثة ينهى عن تمنّي الموت وضرورة الاستعداد
للقاء الله كما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه .
وهكذا ضرب لنا عليه الصلاة والسلام أعظم الأسوة في أهمية كسب القلوب واستغلال الأحوال المختلفة في دعوة الناس
وهدايتهم ، لعل مغاليق القلوب تفتح أبوابها للهدى والحق .
أسألكم بدعوة خالصة بظهر الغيب وتقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال | |
|
القناص عضو جديد
عدد الرسائل : 9 تاريخ التسجيل : 30/12/2007
| موضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 25/2/2008, 6:58 pm | |
| شكرااااااااااااااااااا لك على هذا الموضوع الرائع ، أرجو أن تطلعنا على المزيد | |
|
sara المشرف العام
عدد الرسائل : 171 العمر : 30 الإقامة : الجزائر المهنة : طالب المزاج : طبيعي تاريخ التسجيل : 13/01/2008
| موضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 11/3/2008, 11:30 am | |
| | |
|
Assia المراقب العام
عدد الرسائل : 599 العمر : 31 الإقامة : تيارت المهنة : طالبة المزاج : عصبية تاريخ التسجيل : 16/01/2008
| موضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 13/3/2008, 10:05 pm | |
| | |
|
hajarcom المراقب العام
عدد الرسائل : 530 العمر : 32 الإقامة : maroc المهنة : لا يهم المزاج : super تاريخ التسجيل : 02/03/2008
| موضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 14/3/2008, 1:00 pm | |
| مشكووووووووووووور ننتظر جديدك تقبل مروري | |
|
Red-Haired Shanks المشرف العام
عدد الرسائل : 550 العمر : 30 الإقامة : المكان الذي طلبتموه ليس في الخدمة حاليا المهنة : طالب المزاج : سعيد تاريخ التسجيل : 17/03/2008
| موضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 22/3/2008, 6:30 pm | |
| | |
|
أبو شهاب المراقب العام
عدد الرسائل : 442 العمر : 30 المهنة : طالب المزاج : سعيد تاريخ التسجيل : 15/03/2008
| موضوع: رد: هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض 22/3/2008, 7:23 pm | |
| | |
|