ا يقول ابو قدامه المسلمين في غزواتهم ضد0 الروم :كنت أميران فدعوت الى الجهاد في سبيل الله فجاءت امرأة بورقه وصرة ففضضت الوراقة لأقرأها ولأنظر ما فيها فاذا في تلك الورقة: بسم الله الرحمن الرحيم من أمة الله المسلمة الى أمير جيش المسلمين اسلام الله عليكم أما بعد:فا نك قد دعوتنا الى الجهاد في سبيل الله ولأ قوة لى على الجهاد ولا مقدرة على القتال وهذه الصرة فيها ضفيرتي فخذها قيدن لفرسك لعل الله يكتب لي شيئا من ثواب المجاهدين . يقول ابو قدامة : فشكرت الله على توفيقها وعلمت ان المسلمين يشعرون بواجبهم ويتكتلون ضد أعدائهم فلما وجهنا العدو أابصرت صبيان حدثان ظننت انه ليس اهلا للقتال لصغر سنه فزجرته رحمة به . فقال : كيف تامرني بالرجوع وقد قال الله تعالى: (انفرواخفافا وثقالا) [التوبة41] قال أبو قدامة: فتركته ثم أقبل علي وقال : اقرضني ثلاثة سهام فقلت له وأنا معجب به ومشفق عليه: اني اقرضك ماتريد بشرط ان تشفع لي ان منة الله عليك با شهادة_وكنت اشعر نحوه بمحبهة وتقدير _فقال : نعم ان شا الله . فاعطيته السهام الثلاثة ثم اقبل علي العدو في قوة وحماس وما زال ينال من اعدائه وينالون منه حتى خرصريعا في ميدان القتال وكانت عيني لا تفارقه طول المعركة اعجبان به واشفاقان عليه فلما خر صريعا اقبلت عليه وسألته : هل تريد طعاما او شرابا ؟ فقال : لا اني احمد الله على ماصرت اليه ولكن لي اليك حاجة . فــقلت له: ليس أحب الي من قضا ئها يا بني فمرني بما شئت . فقال وهو يلفظ انفاسه الطاهرة : امي هي التي اعطتك شعرها ليكون قيدان لفرسك حين عجزت ان تقاتل بنفسها في سبيل الله قلت : بارك الله فيكم من ال بيت . ثم فارق الحياة .فقمت نحوه بما يجب فلما دفنته الارض فعاودت دفنه مرة اخرى فلفظته الارض ايضا فأ عمقت له في الحفر ثم دفنته فلفظته الارض مرة ثالثه فقلت لعله خرج بغير رضاء امه فصليت ركعتين ودعوت الله ان يكشف لي عن امر ذلك الغلام فسمعت من يقول لي : يا ابا قدامه دع عنك ولي الله فتركته وشأ نه وعلمت ان له مع الله حالا وبينما نحن كذلك اذا بطير قد اقبل فأ كله فتعجبت كثيران ثم رجعت الى امه تنفيذان لو صيته فلما راتني قالت: ما وراءك ياابا قدامة هل جئتني معزيا ام جئتني مهنئا؟ قال لها : ومامعنى ذلك فقالت : ان كان ابني قد مات جئتني معزين, وان كان قد قتل في سبيل الله وظفر با لشهادة فقد جئت مهنئا. فـــــقــصصت عليها قصته واخبرتها عن الطير وما فعلت به . فقالت : لقد استجاب الله دعاءه فقلت لها: وماذاك . فقالت : انه كان يدعـــــو الله في صلواته وخلواته ويقول في صباحه و مسائه : اللهم احـــشرني في حـــواصل الطير فا نصرفــــــت عــــنـــهـــاوقـــد علمت لماذا كتب الله لنا النصر على الا عـــــــــداء ؟